الاثنين، 13 أغسطس 2012

خزعبلات رمضانية 5 + غداً نرتقي 5


مجتمع بائس – 2 -



·        أغلبية النّاس تأكل لتعيش، و ذلك في سبيل الأقلية التي تعيش لتأكل.
·        شكراً لله أن الحمير ليست لديها من الإمكانات أن تقف هي الأخرى على منبر خلف مكبّر صوت.
·        لماذا يبكي الطفل حين ولادته ؟....سؤالك هذا يخبرني أنّك لا تتمتع ببعد نظر و قراءة معطيات الأمور التي يتمتع بها ذاك الطفل.
·        رجل فقير لم يشبع سوى من شيء واحد في حياته، و هو الجوع.
·        أنصحك أن لا تذهب اليوم إلى أيّ من مكاتب الحكومة....فأنت تعرف تمام المعرفة أنك يجب أن تأتي غداً ....." ولّي غدوا".
·        يقال أن دخول الحمّام ليس مثل الخروج منه....الحال ينطبق تماماً على حافلة النقل العمومي " التاكسيبوس".
·        يقال أنّه قد يوجد في النّهر ما لا يوجد في البحر....فالفتاة تتعلّم الكثير من المعرفة في الجامعة، و لكنّ الزّحمة و التّلاصق و التّشبثّ في  " الكوس" (أو مركبة النقل الجامعي)، تعلّمها ما قد لا تتعلّمه أبداً في الجامعة.
- انقطعت الكهرباء 5 دقائق في ألمانيا فعزلوا وزير الطّاقة فوراً عن منصبه لما اعتبروه تقصيراُ منه في أداء واجبه نحو المواطنين.....و بعد ساعة من انقطاع الكهرباء يوم أمس رأيت أنّه من الواجب أن أذهب عند عبد الحفيظ لأشتري احتياط شموع يكفي 5 ساعات قادمة متوقعة من انعدام النّور.
- أعتبر نفسي مفاوضاً من طراز عالمي فقد استطعت أن أتفاوض مع تاجر الحيّ على أن يوفّر لي علبة شموع سأستلمها إن شاء الله بعد 10 أيّام.....تبّاً كم أنا "فوووور"...لا عجب إن إن استطعت استخدام مهاراتي لجعل ليو ميسي يمضي ل" تي بي مازامبي"  الموسم القادم.
- إن كنت تنوي إخراجي من الظلمات إلى النّور بتعليمي و تثقيفي....لا يا أخي شكراً لك و لكنّي أقترح عليك أن تعطني شمعة فتكون قد حققت هدفك و أخرجتني من ظلام حالك كنت أعاني بين ثناياه.
- بمجرّد خروجه من المستشفى، تاب الملقب ب "سولوي كي سانفو" عن مشاهدة أفلام الإباحة في رمضان........ثمّ عمّ الظلام كافة أرجاء الجزائر و انقطع الانترنت لا ندري بعد ما ستسفر عنه توبة "سولوي".

.....................................................................



من فضلك يا سيّدتي ! - 2 -





·        إن كنت تحاول التّفاهم مع امرأة تبكي، فأنت كمن يحاول تقليب أوراق الصّحيفة أثناء العاصفة.
·        قيل قديماً أن شرف البنت مثل عود الثقاب، فهو لا يولع إلاّ مرّة واحدة فقط......يبدو لي أن المعطيات تغيّرت كثيراً بوجود ولاّعة الغاز الآن.
·        صديقة لنا تقول أنّها لا تحبّ أن يكون للرّجل شارب، فهي على حدّ قولها لا تحبّ العلاقات الشّائكة.
·        نعم يا عزيزتي، أنا قد أُعْجَبُ بك بسبب ما تلبسين، لكنّي أحبك بسبب ما لا....
·        بعد أن تتجاوزي ثمانين كيلوغراماً، سأكون شاكراً جدّاً لك إن لم تنشري شيئاً من ملابسك الدّاخلية في الشرفة المقابلة لنافذة غرفتي.
·         يا حبيبتي، ما الفرق بين الزواج بك أو الموت ؟.....عندما أموت فهذا لا يعني حتماً أنّي سأذهب إلى جهنّم.
·        عندما رأيتها بذاك القميص المكشوف، فهمت حينها لماذا يصنّفون الإنسان ضمن خانة الثدييات.
...............................................................


غداً نرتقي - 5 -


 هناك مشاهد يمكن أن تكون مضحكة إلى أقصى حدّ، كما يمكن أن تكون العكس تماماً أي مبكيةً إلى أبعد مدى........تخيّلوا معي قشرة موز مرميّة في الشّارع، ماذا لو داسها شيخ مسكين في السّبعين فسقط مهوياًّ عليه في منظر يفطر القلوب، الآن نفس المشهد لكن مع شاب  ضخم الجثة، سمين مختال فخور يرى النّاس كالذباب من حوله، فيدوس على قشرة الموزة و يهوي أرضاً تكراراً للقطة سقوط برلين مسبّباً دوياّ عند ارتطامه بالأرض، و خجلاً من نفسه و من نظرة النّاس له و شماتتهم فيه، أوليس هذا مشهداً مضحكاً.
نادل في مطعم، و نظراً لأنهم دوماً ما يثيرون اشمئزازك و يقتلون صبرك و شهيتك فقد تضحك جدّاً لو رأيت النادل يتعثر فينزلق لتراه مطروحاً أرضاً و هو يسبح وسط الأطعمة و الصلصات.....اللآن تصوّر نفس المشهد   مع تغيير طفيف، وجهة الأطباق لن تكون أرضاً بل نحو قميصك لتلوّن صلصة اللوبيا قميصك الأبيض...ألن يصبح المشهد محزناً.
قد أقول لك أنّ الكهرباء، و في مدينة ما في بوتسوانا أو جمهورية غينيا بيساو تنقطع أحياناً، هنا ستضحك و تقول لي " مساكين هؤلاء السّود، غير معقول أمرهم كيف لم يتطوّروا و يرتقوا و نحن في عام 2012....فحتّى الكهرباء تنقطع عندهم ....متخلّفون حقّاً...هاهاهاهه أوهوهوهوه"، ثمّ ستستمر في إلقاء نكت عن السّود...الخ.
لكن، ماذا لو انقطعت الكهرباء في الجزائر ؟ فكيف سيكون موقفك، أستضحك حقّاً...أرى أنّك ستضع نفسك في ثوب ذاك المواطن الكاميروني أو الأوغندي، كما أنّك ستتصوّر شخصاً هناك في النّرويج يضحك عليك.
قد أتفهم انقطاع الكهرباء في دول تعتبر فقيرة، و لكنّي لا و لن يمكنني استيعاب رزوخ بلد مثل الجزائر لساعات عدّة تحت جنح الظلام، بلد يعتبر بلداً طاقويا بالدّرجة الأولى، بلد يدّعي استخدام الطّاقة الشمسية و الطّاقات المتجددة، يفتخرون بخمسينية استقلاله بصرف مئات ملايين الدولارات بينما شعبه يموت برداً شتاءاً لانعدام الغاز لأنّنا عفواُ لا نملك هذه المادّة النّادرة التي نستوردها من بوركينا فاسو، كما أنّنا نموت حرّاً صيفاً لأنّه ومع انقطاع الكهرباء، قد لا يكفي فقط  قول كلمة" مازال واقفين " لتتشغل مكيّفاتنا و برّاداتنا .

لا أستبعد عودة فوانيس المازوت إلى السّوق مجدّدا بعد 50 سنة من انقراضها، فهي اقتصادية و مفيدة و تذكّرنا بأيّام الثّورة و الاستقلال و الزمن الجميل....أعني تذكّرنا بأنّنا لم نرتقِ بعد........هل يؤمن أحدكم بأننا سنرتقي لمصافّ الكبار يوماُ ما ؟؟.


.........................................................................................

دمتم بخير أصدقائي....محمد وسام يحييكم.

                 شاركوا هذا المقال على فايسبوك 

Sharing Is Caring  







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق