الجمعة، 5 أغسطس 2011

في موسم لا ينسى : انتقام البايرن المزدوج

 كثيرا ما تكون كرة القدم عبارة عن حظ ,فكم من فرق توجت بألقاب بضربات حظ و من منا لا يذكر يورو 2004 و كيف أحرزته اليونان وسط دهشة الجميع ,على النقيض من هذا , يعد بايرن ميونيخ أحد أكثر الفرق خسارة للنهائيات في دوري الأبطال كان فيها كلها مرشحا فوق العادة للقب , أما و قد يعطي لك الزمان فرصة أخرى لكسر النحس و رد الاعتبار لنفسك  وهزم كل  من هزموك : هذا بالضبط ما لم يضيعه البايرن عندما حقق انتقاما مزدوجا في موسم خرافي مازال الى اليوم محفورا في ذاكرة جماهيره الوفية.   

الكبوة الأولى :    
    في موسم 1998/1999 التقى البايرن و مانشستر يونايتد في مرحلة المجموعات , كما كان متوقعا فقد تأهل البايرن أولا أما مانشستر يونايتد فكان من المحظوظين بتأهله كأحسن ثاني للمجموعات رفقة الريال انذاك  ,اجتاز البافاري دور الثمانية بسهولة كبيرة أمام بطل ألمانيا كايزر سلاوترن , و دور الاربعة أمام دينامو كييف مفاجأة البطولة بنجميه شيفشنكو و ريبروف .
 لم يبق سوى النهائي , ففي الكامب نو و كما توقع الكل فقد تقدم البايرن مبكرا بهدف لباسلر و ضيع مالا يضيع من فرص محققة  , و عندما كان الجميع ينتظر صفارة كولينا حدث ما لم يكن في الحسبان فانتفض المان يو بهدفين لشيرينغام و سولسكير محققا احدى أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم .

يومها بكى الألمان كثيرا , و اعتزموا الثأر من المان و من حظهم العاثر في الموسم التالي .


الكبوة الثانية :
         عندما تأهل البايرن رفقة فالنسيا الى دور المجموعات الثاني أسقطته القرعة مع ريال مدريد , و كترجمة منطقية لقوة البايرن آنذاك فقد سحق الريال بمجموع 8 - 3 في مقابلتيهما , و لكن الريال هو الآخر كان محظوظا فتأهل أيضا ثانيا لمجموعته . اجتاز البايرن بورتو بسهولة ليمر لدور نصف النهائي و يجد الريال أمامه مرة أخرى.


كانت أكبر مفاجآت تلك البطولة فوز الريال في مدريد بثنائية نظيفة في لقاء الذهاب وسط دهشة أوروبية , و في مباراة الاياب ضغط البايرن و تقدم منذ البداية بهدف يونكر و واصل سيطرته و تضييعه للفرص , و عكس مجريات اللعب أنيلكا يسجل هدفا مفاجئا كان أول أهدافه بالرأس و واحدا من أهدافه القليلة جدا للريال , لكن البايرن عاد بالمباراة وتقدم 2-1 وبعدها ضاعت الفرص بجنون على العارضة والقائم ومن جوار المرمى ... لتكون النتيجة تأهل الريال رغم أن بايرن كان الأفضل بالإجمال.


مرة أخرى يعاند الحظ البايرن و يسلبه لقبا كان حقا مشروعا له , و لأنه كان قويا , لم ييأس البافاري و حاول مرة ثالثة.
الانتقام المزدوج :
           اجتاز بايرن ميونيخ بسهولة كبيرة  دوري المجموعات الأول و الثاني متفوقا على جميع منافسيه ومواصلا مشواره كالعادة نحو لقب البطولة , و كأن الزمان يعيد نفسه , فقد أوقعته القرعة مع مانشستر يونايتد في دور ربع النهائي , هناك فقط بدأت قصة البايرن مع الانتقام .
ذهب البايرن الى مانشستر و كله عزم على العودة بفوز يداوي جراح الماضي و كان له ما أراد بهدف باولو سيرجيو في مرمى بارتيز , و لأن البايرن كان عازما على اذلالهم ..فقد سحقهم بثنائية  لألبر و شول في شوط مباراة الاياب الأول جعلت من مهمة المان يو مستحيلة في التأهل و منهية مشوارهم في البطولة.

و كأن الحظ كان بجانب البايرن , فقد أعطاه فرصة للانتقام من الريال هذه المرة , يذكر الجميع  الجنرال هيتسفلد مدرب البايرن آنذاك خلال الندوة الصحفية في مدريد عندما قال " سوف أفوز هنا في مدريد , و سأتأهل أيضا " , كان ذلك تحديا لفريق كان يضم في صفوفه أحسن لاعبي العالم وهو لويس فيغو و أحسن مهاجم و هو راوول و جناح خطير كان اسمه ماكمانامان .

هناك في مدريد دخل أوليفر كان التاريخ بتصدياته التي كانت بعضها أقرب للمستحيل , و أبدع توماس لينكه دفاعيا فربح جل صراعاته مع راوول , أما نجم تلك السهرة فكان الكبير جيوفاني ألبر بهدف من 30 مترا في مرمى كاسياس قاضيا به على أحلام  الريال .....هدف آخر لألبر وثان ليرميس كانا كافيين لتقوق البايرن 2-1 في ميونيخ فضرب عصفورين بحجر واحد : الانتقام بقسوة من الريال و اذلاله ذهابا و ايابا , و التأهل لنهائي سان سيرو .



 التتويج :
         كان ملعب جيوسيبي ميازا بسان سيرو بميلانو شاهدا على تتويج البايرن بلقبه الرابع في تاريخه في احدى من أروع فترات النادي البافاري على الاطلاق , فوز كان صعبا جدا و بضربات الترجيح أمام القوي آنذاك فالنسيا , فمن يذكر مندييتا و كيلي غونزاليز و كلاوديو لوبيز و باراخا يؤيد كلامي بالتأكيد.

 سيذكرهم التاريخ :
      في تلك الأيام كان للبايرن حارس عملاق هو أوليفر كان و خط دفاع حديدي يقوده باتريك أندرسون , و وسط من ذهب كان فيه شتيفن ايفنبرغ هو المليسترو و هجوم لا يرحم أبدع جيوفاني ألبر في قيادته , وراء كل هؤلاء كان هناك مدرب محنك و جنرال كرة قدم من طراز فريد اسمه أوتمار هيتزفلد .

متى سنعيدها ؟؟
     كانت تلك الكأس هي الأخيرة للبايرن , في موسم 2009/2010 لم يكن البافاري ببعيد عن احرازها و لكن روح 2001 كانت من أهم نقائصه  ليكون كل موسم هو حلم لنا لمعاودة ما فعلناه قبل عشر سنوات من الآن.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق