الجمعة، 10 أغسطس 2012

غداً نرتقي 3

قال لي زميلي في العمل : " أنا لا أستطيع أن أحضر غداً، تولّ الأمر في غيابي"
-         " طبعاً صديقي و ما المانع، لكن أين أنت ذاهب غداً ؟"
-         " إلى السيرك فقد أهديت إليّ تذكرة و أنا لا أريد تفويت هذه الفرصة خصوصاً أني لم أذهب إلى السيرك من قبل"
-         " حقّاً، لا لا أنت ذهبت فأنت فقط لا تتذكر "
- " كيف لك أن تكون بهذا اليقين و أنا متأكد تمام التأكد أنّي لم أزر السيرك من قبل"
-         " لا صدّقني فأنت ذهبت و سأذكرك لتتذكر، هل سبق أن رأيت أشخاصاً يتحكمون بكائنات حيّة ؟"
-         " نعم هذا ما يفعلونه و لكني دوماً ما أتسائل كيف يفعلون هذا"
-         " الأمر بسيط، أوّل حيلة في اللعبة هي وضع هذه الكائنات في قفص حتى تحرمها من حريتها...ثاني شيء هو حرمانها من الأكل حتى لا تفكر سوى بالأكل...بعد ذلك ربط الأكل بعمل يجب القيام به حتى لا تصبح تلك الكائنات  تفكّر سوى في تأدية ذلك العمل لا لشيء سوى لتأكل، أمّا إن لم تفعل ما يطلب منها أو تحاول الإنتفاض و المطالبة بحقوقها فستحرم من كل شيء"
-         " أليس هناك طريقة أخرى غير هذه؟"
-         " بلى بلى، الضرب و التعسف و الترهيب و السياسة كلّها بالإمكان استعمالها، بعدها لا تتعجب إن رأيت قرداً يهرج و فيلاً يلعب كرة قدم و نمراً يقود سيارة"
-         " و الله يا صديقي  كلامك يبدو مألوفا لي...يتبين لي و كأني رأيت أو عشت كل ما كنت تحكي عنه و لكن الأمور تختلط عليّ"
-          " ألم أقل لك...أنت ذهبت إلى السيرك...و لا يوجد أحد ذهب إلى السيرك بقدر ما ذهبنا نحن...أنت فقط تنسى يا رفيقي....أنت فقط نسيت أو ربّما تناسيت".

الحكمة : لا حكمة هنا.....لكن اللبيب بالإشارة يفهم .
...............................................................................................

دمتم بخير أصدقائي.                                                                        

             شاركوا هذه القصّة القصيرة على الفيسبوك                         

                                                      Sharing is caring  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق